عدد الزوار

تزوير المنتدى الصوفي القبوري: الحوار الإسلامي
للستر على فضيحتهم وطعنهم بشيخهم عبدالله الحداد / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
فضيحة منتدى الحوار الإسلامي الصوفي
يتهمون شيخهم عبدالله الحداد بشرك الإلوهية وانه ضال مضل / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
عبد الله بن علوي الحداد
وهابي يقر بتقسيم التوحيد صفعة في وجوه صوفية حضرموت
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

موقف الصوفية من التوحيد ,[ الذي ارسل الله به الرسل ]

موقف الصوفية من التوحيد ,[ الذي ارسل الله به الرسل ] ه





السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم .

موقف الصوفية من التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل في به في كتبه .

لقد وقف الصوفية من التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به في كتبه موقفاً معادياً ويتمثل ذلك :
أولاً : قال بعضهم أنه لا يمكن التعبير عن التوحيد بل هو شيء خيالي ومن عبر عنه فقد أشرك وكفر .
ثانياً : لقد صرح الصوفية بأن التوحيد الذي أرسل الله الرسل وأنزل الكتب من أجله توحيد العوام أما الخواص يعتبر هذا التوحيد عندهم شركاً .
ثالثاً : لقد قسم الصوفية التوحيد إلى أقسام لم ترد في الكتاب ولا في السنة .

وباختصار فإنهم وقفوا من التوحيد الصحيح موقفاً معاديا وأتوا بتصورات جديدة من عند أنفسهم للتوحيد وإليك بيان هذا بنقل عباراتهم التي تدل على ما قلناه .
فمن مشايخ المتصوفة الذين تكلموا عن التوحيد الشبلي حيث سأله أحد الأشخاص عن التوحيد قائلا له :

(أخبرنا عن التوحيد مجرد وبلسان حق مفرد ).
فأجابه الشبلي قائلاً :
( ويحك من أجابك عن التوحيد بالعبارات فهو ملحد ومن أشار إليك فهو ثنوي ومن اومأ إليه فهو عابد وثن ومن نطق به فهو غافل ومن سكت عنه فهو جاهل ومن توهم انه واصل فليس بحاصل ). " الرسالة القشيرية (2/586)".
وقال الشبلي أيضا :
( ما شم روائح التوحيد من تصور عنده التوحيد ). "الرسالة القشرية (2/587)" .
أقول أنا فهَّاد : إذا تدبرنا في النصين السابقين اللذين أوردتهما عن الشبلي والذي يعتبر من الأئمة العظام عند المتصوفة نرى أن الشبلي استنكر على السائل سؤاله عن التوحيد وذلك لأنه يعتقد أن التوحيد أو الإيماء إليه تخرج الإنسان من الإسلام وتحوله إلى عابد وثن وأن النطق بالتوحيد يعتبر غفلة والسكوت عنه جهل وأن كل من توهم أنه وصل إلى معرفة توحيد الله فليس بواصل لأنه لا يمكن الوصول إلى معرفة توحيد الله نهائياً وهذا حسب زعم الدجاجلة من المتصوفة وإلا فالتوحيد معروف ومعلوم وواضح عند المسلمين الذين جعلوا منهجهم كتاب الله وسنة رسوله وليس بمعتقد بهذه الصورة التي صوره بها الشبلي وهذا يبين لنا مدى عداء المتصوفة لتوحيد الله عز وجل حيث أن الإنسان يخرج من هذا التصوير الذي صور به التوحيد الشبلي بأنه لا شيء في الوجود يسمى توحيداً نهائيا والمتصوفة يتصورون التوحيد بهذه الصورة ويعتقدون معرفة مثل هذا التعقيد من أجل أن يبعدوا الناس عن معرفة توحيد الله معرفة صحيحة وذلك حتى يسهل نقلهم إلى عقائد باطلة تدريجياً حتى ينسلخوا نهائياً عن العقيدة الإسلامية الصحيحة .


وفي النص الثاني قرر الشبلي أن مجرد التصور لتوحيد الله سبحانه وتعالى تبعد الإنسان عن معرفة توحيد الله بل حتى عن مجرد شمة توحيد الله فضلاً أن يكون موحداً , ومن هنا نخرج بنتيجة ألا وهي أن المتصوفة يعتقدون أن التوحيد غير متصور نهائياً بل هو شيء مجهول غير معلوم .وهذا اعتقاد باطل مخالف للكتاب والسنة وذلك لأن الله سبحانه وتعالى عبر عن التوحيد بأنواعه الثلاثة في كتابه وكذلك الرسول عبر عن التوحيد في سنته ولذا فالتوحيد واضح كل الوضوح بل هو أوضح من الشمس في وضح النهار .

وهذه العبارة التي صور بها الشبلي التوحيد ليس له عليها دليل يعتمد عليه لإثباتها من الكتاب والسنة بل هو تصوير أتي به من عند نفسه قصد من ورائه تضليل عوام المسلمين وإبعادهم عن توحيد الله تعالى :

قول المتصوفة : إنه لا تصح العبارة عن التوحيد , كفر بإجماع المسلمين فإن الله قد عبر عن التوحيد ورسوله عبر عن توحيده والقرآن مملوء من ذكر التوحيد بل إنما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب بالتوحيد قال تعالى : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون }.
وقال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }.
ولو لم يصح عنه عبارة لما نطق به أحد .
وأفضل ما نطق به الناطقون هو التوحيد كما قال النبي : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله ) . " سنن ابن ماجة 2/ 1249" .
وفي حديث آخر قال رسول الله : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقي يهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة ) " صحيح مسلم مع النووي 1/226".
ومن المتصوفة الذين اعتبروا التوحيد الذي جاء في الكتاب والسنة شركاً وجحوداً لسان الدين الخطيب فقد قال هذا الرجل معبراً عن المعتقد الصوفي وموقفهم من توحيد الله الذي جاء في كتابه وسنة رسوله محمد :
( قالوا فمن وحد ونعت فقد عين قضية ثلاثية من موحد ومحدث وهو نفسه وموحد قديم وهو معبودة وتوحيد حديث وهو فعل نفسه وقد تقدم أن التوحيد انتقاء عين الحدوث وعين الحدوث الآن ثابت متعدد والتوحيد مجحود والدعوى كاذبة كمن يقول لغيره وهما في بيت واحد ليس في البيت غيرك فيجيبه الآخر إنما يصح هذا إذا عدمت أنت ) .
ونقل عن أحد الحكماء مستشهداً به لإثبات نظرية تجاه التوحيد ما يلي فقال :
( قال الحكيم في قولهم : [خلق الله الزمان ] : هذه ألفاظ تناقض أصولها لأن خلق الزمان وهو فعل لا بد من وقوعه في زمن وهذا اقتضاه ضيق العبارة عنه وعدم تأدية اللسان إلى الحق فيه فإذا تحقق فكان الموحد وهو الموحد وعدم سواه وهذب الحدوث جملة صح التوحيد الذاتي وهو قولهم : [ لا يعرف الله إلا الله ] ) . " روضة التعريف بالحب الشريف " للسان الدين الخطيب (ص499).
أقول أنا فهَّاد أبو عبيدة :
من خلال هاتين الحكايتين اللتين أوردتهما عن لسان الدين الخطيب يتضح جلياً بأن هذا الرجل يعتبر التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب ليس توحيداً صحيحاً بل هو عين التعدد وذلك لأنه يتكون من شخص والذي يطلق عليه موحد ومن الله سبحانه وتعالى ويطلق عليه موحد ومن التوحيد .

ونحن أمة مسلمة مؤمنة بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً لا نعتبر هذا تعدداً في التوحيد بل هو عين التوحيد لأن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله وأنزل كتبه على خلقه من أجل أن يوحدوه وقد بلغ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هذا التوحيد الذي أمرهم الله بتبليغه فوحد المؤمنون ربهم بهذا التوحيد .
ولذا فإن اعتبار لسان الدين الخطيب هذا تعدداً إنما هو مغالطة واضحة منه قصد من ورائها القضاء على توحيد الله سبحانه وتعالى الذي أرسل الله به الرسل وأنزل الكتب من أجله ليسهل بعد ذلك نقلهم إلى اعتناق عقائد فاسدة التي نقلها المتصوفة من الفلسفات الوثنية القديمة والديانات المحرفة مثل القول بحلول الله في مخلوقاته وهذا واضح في قول لسان الدين الخطيب السابق : [ لا يعرف الله إلا الله ] وقوله : [ فكان الموحد هو الموحد ] . هذه العبارات تساوي القول بحلول الله في مخلوقاته وهي عقيدة باطلة مخالفة لما جاء في الكتاب والسنة من الاعتقاد الواجب تجاه الله سبحانه وتعالى حيث إن من العقائد المعلومة بالضرورة تجاه الله سبحانه وتعالى هو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى مباين لمخلوقاته في ذاته وصفاته وأفعاله كما
في قوله تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }.
وقوله تعالى : { ولم يكن له كفواً أحد }.
وقوله : { هل تعلم له سمياً }.

وقد نقل لسان الدين عن أحد المتصوفة ولم يذكر أسمه أنه قال عن التوحيد :
( اعلم أن لطائف التوحيد أرق وألطف من أن تخرج بكثيف العبارة ) . " روضة التعريف بالحب الشريف (ص498)" .
وحكي عن منصور المغربي أنه قال :
( كنت بجامع بغداد والحصيري يتكلم في التوحيد فرأيت ملكين يعرجان إلى السماء فقال أحدهما لصاحبه : هذا علم والتوحيد غيره ) " روضة التعريف بالحب الشريف (ص498)" .
وقال ابن عطاء أنه قال :
( حقيقة التوحيد نسيان التوحيد ) " الرسالة القشيرية ( 2/588)" .
ونقل عن الواسطي أنه قال :
( لا تصح المعرفة وفي العبد استغناء بالله وافتقار إليه ) . " الرسالة القشيرية ( 2/603)" .
أقول : فالنصوص السابقة كلها منقولة عن كتاب متصوفة كبار معروفين وبالإضافة إلى ذلك قالها أناس متصوفة وألفاظها واضحة وصريحة لا تحتاج إلى توضيح أو شرح .

ففي النص الأول : زعم هذا الصوفي أنه لا يمكن أن يعبر عن التوحيد لأن هذه العبارة كثيفة والتوحيد رقيق ولطيف وهو افتراء على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين .

وفي النص الثاني : يقول هذا الصوفي أنه كان الحصيري يتكلم في التوحيد والله أعلم بنوع التوحيد الذي يتكلم عنه هذا الرجل وأنه سمع ملكين يقول أحدهما لصاحبه : إن ما يقوله هذا الرجل علم ولكن التوحيد غيره .

وفي النص الثالث : يزعم هذا الصوفي بأن حقيقة التوحيد هي نسيان التوحيد ولا أدري كيف يمكن الوصول إلى تحقيق التوحيد مع نسيانه ؟!! إن هذا لشيء عجاب بل هو استهزاء واستهتار وسخرية بعقول الناس وما هذه العبارة إلا دعوة إلى نسيان التوحيد حتى يسهل لهم غرس الشركيات في قلوب الناس بعد أن يفرغوها تماماً من التوحيد الصحيح الذي جاء من عند الله سبحانه وتعالى .
أما النص الرابع : فقد زعم فيه هذا الصوفي أنه لا يمكن أن يطلق على أحد أنه عارف بالله سبحانه وتعالى ومعرفة الله سبحانه وتعالى حسب ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله عند أهل السنة والجماعة هي توحيد الله في ربوبيته وإلوهيته وأسمائه وصفاته وتحليل ما أحله الله تحريم ما حرمه الله وطاعته الطاعة المطلقة وطاعة الرسول هذه هي معرفة الله ومتطلباتها أما من شرط للمعرفة عدم الاستغناء بالله والافتقار إليه فهذه ليست معرفة الله بل هي كفر بالله وتكبر عليه ولعل هذا الرجل يقصد القول بعقيدة الحلول .

ومن مشائخ الصوفية الذين تكلموا عن التوحيد جمال الدين محمد أبو المواهب الشاذلي في كتابه ( قوانين حكم الإشراق ) فقد قال متحدثاً عن التوحيد عند الصوفية :
( توحيد هو تعداد وتوحيد أنا إفراد فإذا أردت أن تستغرق بحر الإفراد وتقف على الساحل مع الأفراد فاجعل توحيدك هو بلا هو فهناك تذهب بينونة البين ) " قوانين حكم الإشراق ص10" .

ففي هذا النص يتضح لنا جلياً بأن هذا الصوفي اعتبر كلمة [ هو ] دالة على التعدد و [ هو ] وجود رب وعبد وأن هذا ليس بتوحيد صحيح لأنه يفهم منه أن هناك مخلوقاً وخالقاً وأن التوحيد الصحيح حسب زعم المتصوفة هو أن يلقى هذا المعتقد ويصل إلى مرحلة يقول فيها [ أنا ] فإذا وصل هذه المرحلة فقد حقق التوحيد لأنه نفي وجود أي شيء إلا الله سبحانه وتعالى وبمعنى أدق يرمي هذا الرجل إلى عقيدة وحدة الوجود والتي هي أن كل ما في هذا الكون مجالي ومظاهر لله سبحانه وتعالى وبالتالي يجوز عبادة كل ما في هذا الكون ولذا فالتوحيد الذي يدعو إليه المتصوفة هو القول بوحدة الوجود وهذا ليس توحيداً بل هو الإلحاد بعينه وأي إلحاد أعظم من هذا الإلحاد الذي يجعل كل ما يدب على وجه الأرض أربابا وآلهة سبحانك هذا بهتان عظيم وأفك مبين .
وقد قسم هذا الرجل المعرفة إلى أقسام ثلاث فقال بعد ذكره للمرتبتين الأولى والثانية :
(...... ومن المرتبة الثالثة مرتبة الإحسان وهي معرفة أهل العقول القدسية ومعرفتهم أن يشهدوا معرفتهم في جميع المتفرقات كلها شيئاً واحداً ويسمعوا نطقا واحداً ويشاهدوا تعريفاً واحداً ) " قوانين حكم الإشراق ص 49 ".
نلاحظ في هذا النص السابق بأن الرجل صرح بأن نهاية معرف الله سبحانه وتعالى وبلوغ الغاية القصوى فيها هي رؤية الله سبحانه وتعالى في جميع ما في هذا الكون وبالتالي أن يعتقدوا بأن كل ما يسمعونه وما هو إلا شيء ينطق به واحد بمعنى أن كل ما يشاهدونه يطلق عليه الرب وإلاله وأن كل ما في هذا الكون من مخلوقات ما هو إلا مجال وظاهر لله سبحانه وتعالى في نظر المتصوفة .
والمقصود من إيراد هذه العبارات هو الإثبات بأن المتصوفة يقفون من التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به في كتابه موقفاً معادياً ويعتبرونه شركاً بالله سبحانه وتعالى وأن التوحيد الحقيقي عندهم هو الاعتقاد بوحدة الوجود وهو معتقد إلحادي كما هو معروف .
ونقل أبو القاسم عن سهل بن عبد الله أنه قال في [ المعرفة ] :
( المعرفة غايتها شيئان الدهش والحيرة ) . " الرسالة القشيرية (2/605)".
وقال ذو النون المصري في صفه لأعرف رجل بالله :
( أعرف الناس بالله أشدهم تحيراً فيه ). " الرسالة القشيرية (2/605)" .
وقال الشبلي :
( بداية هذا الأمر حيرة ونهايته دهشة كالطفل أوله طفولة ثم يرد إلى علم ثم يرد إلى جهل ). " روضة التعريف بالحب الشريف( 419)" .


والقصد من إيراد هذه النصوص هو هؤلاء الأئمة الكبار عند المتصوفة كلهم مدحوا الحيرة بل صرح أحدهم وهو ذو النون المصري والذي يعتبره المتصوفة قاطبة أنه أكثر من تكلم في المعرفة من أئمة التصوف بأن أعلى درجته يبلغها العارف بالله هو الذي يكون فيهم أكثر تحيراً فيه .
ولو نظرنا في كتاب الله عز وجل سنجد بأن الله سبحانه وتعالى قد ذم الحيرة وكيف يكون الحائر عارفاً بالله وهو جاهل وضال لا يعرف إلى أين يتجه لتحيره قال الحق : { قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى أئتنا قل إن هدى الله هو الهدى }.
ومن هنا نقول الحيرة تعتبر من جنس الجهل والضلال والتيه لأن الحائر هو الذي غلبه أمر من الأمور ولم يعرف إلى أين يتجه أو ماذا يفعل أو ماذا يعتقد فلا يمكن أن تكون الحيرة نهاية المعرفة بل هي جهل وضلال مبين صحيح إن الإنسان من الممكن أن يكون حائراً قبل معرفة الله سبحانه وتعالى أما أن تكون الحيرة هي أقصى حد يبلغها العارف بالله فهذا ليس بصحيح بل هو كذب وافتراء .
ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً بأن الرسول أعرف بالله على الإطلاق ولم نجد في القرآن الكريم ولا السنة الصحيحة أنه كان متحيراً في الله وكيف يكون متحيراً في الله وهو الذي بعثه الله لهداية البشرية والجن إلى الطريق القويم والصراط المستقيم ويدل على هذا قول الحق : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }.
ومن وصفه الله بهداية الخلق فلا يمكن أن يكون حائراً بل هو على بينة وبرهان من ربه .
قال الحق : { والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى }. وقال : { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد }.
وقال : { اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم }.

قال الجبل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رداً على المتصوفة الذين مدحوا الحيرة :
( ولم يمدح الحيرة أحد من أهل العلم والإيمان ولكن مدحها طائفة من الملاحدة كصاحب الفصوص ابن عربي وأمثاله من الملاحدة الذين هم حيارى فمدحوا الحيرة وجعلوها أفضل من الاستقامة وادعوا أنهم أكمل الخلق وأن خاتم الأولياء منهم يكون أفضل في العلم بالله من خاتم الأنبياء وأن الأنبياء يستفيدون العلم بالله منهم وكانوا في ذلك كما يقال فيمن قال : { فخر عليهم السقف من تحتهم }. لا عقل ولا قرآن فإن الأنبياء أقدم فكيف يستفيد المتقدم من المتأخر وهم عند المسلمين واليهود والنصارى أفضل من الأولياء فخرج هؤلاء عن العقل والدين دين المسلمين واليهود والنصارى ) " الفتاوى الكبرى (5/59)".
ومن المتصوفة الذين صرحوا بأن كل من زعم أنه موحد لله سبحانه وتعالى فهو جاحد وأنه لا يمكن أن يوجد من يوحد الله سبحانه وتعالى حقاً إلا الله سبحانه وتعالى :
الهروي " وهو عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور الأنصاري الهروي أبو إسماعيل ولد بقندهار وحدث وتوفي بهراة في ذي الحجة من تصانيفه ( منازل السائرين إلى الحق المبين )".
أنظر " معجم المؤلفين للكحالة (6/133)".
وإليك الأبيات التي قالها الهروي معبراً بها عما قلناه فقد قال :

" منازل السائرين إلى الحق المبين "

فأبو إسماعيل الهروي يقصد بهذه الأبيات التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب وبه بعث الله الأولين والآخرين من الرسل قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة }.
وقال الحق : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }.
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الرسل مثل نوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم أنهم قالوا لقومهم جميعاً اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وهذا أول دعوة الرسل وآخرها .
قال النبي : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) صحيح مسلم .
وفي حديث آخر قال رسول الله : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة ) " صحيح مسلم "
وقال الجبل شيخ الإسلام ابن تيمية :
( والقرآن كله مملوء من تحقيق هذا التوحيد والدعوة إليه وتعليق النجاة والفلاح واقتضاء السعادة في الآخرة به ومعلوم أن الناس متفاضلون في تحقيقه وحقيقته إخلاص كله لله والفناء في هذا التوحيد مقرون بالبقاء وهي أن تثبت إلهية الحق في فلبك وتنفي إلهية ما سواه فتجمع بين النفي والإثبات فتقول لا إله إلا الله فالنفي هو الفناء والإثبات هو البقاء وحقيقة أن تفني بعبادته عما سواه ومحبته عن محبة ما سواه وبخشيته عن خشية ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه وبموالاته عن موالاة ما سواه وبسؤاله عن سؤال ما سواه وبالاستعاذة به عن الاستعاذة بما سواه وبالتوكل عليه عن التوكل على ما سواه ) ." منهاج السنة النبوية 5/347".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في صفحة أخرى من نفس الكتاب في معرض رده على الهروي وأمثاله من المتصوفة :
(وهذا التوحيد كثير في القرآن وهو أول الدين وآخره وباطن الدين وظاهره وذروة سنام هذا التوحيد لأولي العزم من الرسل ثم للخليلين محمد وإبراهيم وأفضل الرسل بعد محمد إبراهيم فانه قد ثبت في الصحيح أنه قال عن خير البرية أنه إبراهيم وهو الإمام الذي جعله الله إماما وجعله أمة والأمة القدوة الذي يقتدى به فإنه حقق هذا التوحيد وهو الحنيفة ملته ) " منهاج السنة (5/349) " .
قال تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لاستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير * ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا وبنا إنك أنت العزيز الحكيم * لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر }.

وقال الحق : { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون }.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في نفس الكتاب في صفحة أخرى :
( والمقصود هنا أن الخليلين هما أكمل خاصة الخاصة توحيداً فلا يجوز أن يكون في أمة محمد من هو أكمل توحيداً من نبي من الأنبياء فضلاً عن الرسل فضلاً عن أولي العزم فضلاً عن الخليلين وكما ل توحيدهما بتحقيق إفراد الإلوهية وهو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب ويبغض ما ابغض ويرضى بما يرضى ويسخط بما يسخط ويأمر بما أمر وينهى عما نهى ) " منهاج السنة النبوية (5/355)".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الهروري " منازل السائرين " :
( وقد ذكر في كتابه أشياء حسنة نافعة وأشياء باطلة ولكن هو فيها ينتهي إلى الفناء في توحيد الربوبية ثم على التوحيد الذي هو حقيقة الاتحاد ولهذا قال : باب التوحيد : قال الله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }
التوحيد تنزيه الله عن الحدث , قال : وإنما نطق بما نطقوا به وأشار المحققون إلى ما أشاروا إليه في هذا الطريق لقصد تصحيح التوحيد وما سواه من حال أو مقام فكله مصحوب العلل
) " الفتاوي الكبرى (5/ 342)".


أقسام التوحيد عند الصوفية :
لقد قسم المتصوفة التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهذه الأقسام الثلاثة وإن اختلفوا في العبارات التي ساقوها بها إلا أنهم يتفقون جميعاً في المضمون الذي يرمون إليه وكلهم متفقون على أن التوحيد الحقيقي الذي يجب أن يحققه الصوفي ليس التوحيد الذي أرسل به الرسل وأنزل به الكتب وهو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك بل يعتبرون هذا التوحيد للعوام فقط أما الخاصة وخاصة الخاصة فليس هذا توحيدهم بل توحيد خاصة الخاصة وهو القول بوحدة الوجود وهذا ليس وصولاً إلى حقيقة التوحيد بل هو وصول إلى قمة الإلحاد الذي لم يسبقوهم إليه أحد من أهل الديانات السماوية المحرفة كاليهودية والنصرانية .
وإلى جانب ذلك فهذه الأقسام التي قسمها المتصوفة للتوحيد تخالف تماما الأقسام التي قسمها أهل السنة والجماعة لتوحيد الله عز وجل استقراءً من النصوص الشرعية .
وأبدأ بذكر نماذج من النصوص التي تثبت انحراف المتصوفة في تقسيم التوحيد .
فمن الأئمة الكبار عند المتصوفة الذين تكلموا عن التوحيد عند الصوفية وقسموه إلى أقسام ثلاثة أبو إسماعيل الهروي فقد تكلم عن التوحيد وقسمه إلى ثلاث أقسام فقال :
والتوحيد على ثلاث أوجه :
الأول : توحيد العامة الذي يصح بالشواهد .
الثاني : توحيد الخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق .
والوجه الثالث : توحيد قائم بالقدم وهو توحيد خاصة الخاصة .

فأما التوحيد الأول فهو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد هذا هو التوحيد الظاهر الجلي الذي نفى الشرك الأعظم وعليه نصبت القبلة وبه وجبت الذمة وبه حقنت الدماء والأموال وانفصلت دار السلام من دار الكفر وصحت به الملة للعامة وإن لم يقوموا بحسن الاستدلال بعد أن سلموا من الشبهة والحيرة والريبة بصدق شهادة صححها قبول القلب .
هذا توحيد العامة الذي يصح بالشواهد والشواهد هي الرسالة .
قال : وأما التوحيد الثاني الذي يثبت بالحقائق فهو توحيد الخاصة وهو إسقاط الأسباب الظاهرة والصعود عن منازلات العقول وعن التعلق بالشواهد وهو أن لا يشهد في التوحيد دليلا ولا في التوكل سبباً ولا في النجاة وسيلة فيكون شاهداً سبق الحق بحكمه وعلمه ووضعه الأشياء موضعها وتعليقه إياها بأحايينها وإخفائه إياها في رسومها ويحقق معرفة العلل ويسلك سبيل إسقاط الحدث هذا توحيد الخاصة .......
ثم قال : وأما التوحيد الثالث فهو توحيد اختصه الحق لنفسه واستحقه وألاح منه لا ئحا إلى أسرار طائفة من صفوته وأخرسهم عن نعته وأعجزهم عن بثه والذي يشار به إليه على ألسن المشيرين أنه إسقاط الحدث وإثبات القدم على أن هذا الرمز في ذلك التوحيد علة لا يصح ذلك التوحيد إلا بإسقاطها .

ثم قال : هذا قطب الإشارة إليه على ألسن علماء أهل هذا الطريق وإن زخرفوا له نعوتاً وفصولها تفصيلاً فإن ذلك التوحيد تزيده العبارة خفاء والصفة نوراً والبسط صعوبة وإلى هذا التوحيد شخص أهل الرياضة وأرباب الأحوال وإليه قصد أهل التعظيم وإياه عني المتكلمون في عين الجمع وعليه تصطلم الإشارات ثم لم ينطق عنه لسان ولم تشر إليه عبارة فإن التوحيد وراء ما يشير إليه سكون أو يتعاطاه حين أو يقلبه سبب
) " منازل السائرين (ص47)".
ثم قال : وقد أجبت في سالف الدهر سائلاً عن توحيد الصوفية بهذه القوافي الثلاث :

من خلال هذه العبارات التي نقلتها عن أئمة المتصوفة يتضح لنا بأن المتصوفة أعرضوا عن الأقسام التي قسمها أهل السنة والجماعة للتوحيد عن طريق الاستقراء لنصوص الكتاب والسنة وأتوا بتقسيمات جديدة من عند أنفسهم للتوحيد ما أنزل الله بها من سلطان لأن هذه الأقسام الثلاثة التي للتوحيد لم نجدها لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله محمد بل هي تقسيمات أتوا بها من عند أنفسهم متبعين أهواءهم الضالة وآراءهم الفاسدة ولو رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد وفهموا معناهما لوصلوا إلى حقيقة التوحيد وأقسامه الصحيحة والذي يتلخص بأنه
هو إفراد الله في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ولما وقعوا في هذه المتاهات والخرافات والضلالات التي أوقعتهم في مزالق خطيرة
وقعوا بسببها في كلام واعتقاد خطير جداً يؤدي بصاحبه إلى الهلاك الأبدي إن لم يتب منه ألا وهو اعتبارهم التوحيد الذي جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب بأنه خاص بالعوام الذين لا يدركون حقائق الأمور فقط أما الخواص الذين يدركون الحقائق فإنه بالنسبة لهم يعتبر شركا وهذا كلام خطير جداً فإن هذا التوحيد الذي يصفونه بهذه الأوصاف هو التوحيد الذي أنزل الله الكتب وأرسل الرسل من أجله فكيف تجرءوا على أن يصرحوا قائلين إنه توحيد الحقائق هو هذا التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو إفراد الله في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .

أما التوحيد الذي يدعيه دجاجلة المتصوفة فليس بتوحيد إنما هو إلحاد وخرافة وزندقة وبهتان وكذب وافتراء على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب مبين .

والتقسيمات التي نعرفها عن أهل السنة والجماعة من خلال استقرائنا لنصوص الكتاب والسنة هي أقسام ثلاثة فقط وهي كلها تختلف مع هذه التقسيمات التي ذكرها المتصوفة للتوحيد :
فالقسم الأول : هو توحيد الألوهية .
والقسم الثاني : وهو توحيد الربوبية .
والقسم الثالث : هو توحيد الأسماء والصفات .
ولا أريد أن أتعرض لتعريفها وتوضيحها لأني قد بينتها في موضوع مستقل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية متحدثاً عن تقسيمات المتصوفة هذه للتوحيد وقد تكلم عن كل الأقسام الثلاثة ونقضها ولكني أريد أن أورد كلامه عن القسم الثالث قط خشية الإطالة قال رحمه الله :

( وأما التوحيد الثالث فهو توحيد أختصه الحق لنفسه واستحقه بقدره ..... إلى آخر كلامه . فهؤلاء هم الذين أنكر عليهم أئمة الطريق الجنيد وغيره حيث لم يفرقوا بين القديم والمحدث وحقيقة قول هؤلاء الاتحاد والحلول الخاص من جنس قول النصارى في المسيح وهو أن يكون الموحد هو الموحد ولا يوحد إلا الله وكل من جعل غير الله يوحد الله فهو جاحد عندهم كما قال :
ما وحد الواحد [ أي من واحد غيره ] إذ كل من وحده جاحد .
فإنه على قولهم هو الموحد والموحد ولهذا قال :
يعني إذا تكلم العبد بالتوحيد وهو يرى أنه المتكلم فإنما ينطق عن نعت نفسه فيستعير ما ليس له فيتكلم به وهذه عارية أبطلها الواحد ولكن إذا فني عن شهود نفسه وكان الحق هو الناطق بنعت نفسه لا بنعت العبد ريكون هو الموحد وهو الموحد ولهذا قال توحيده إياه توحيده .
أي توحيد الحق إياه أي نفسه هو توحيده هو لا توحيد المخلوقين له
)
فإن لا يوحده عندهم مخلوق بمعنى أنه هو الناطق بالتوحيد على لسان خاصة ليس الناطق هو المخلوق كما يقول النصارى في المسيح أن اللاهوت تكلم بلسان الناسوت .

وحقيقة الأمر أن كل من تكلم بالتوحيد أو تصوره وهو يشهد غير الله فليس بموحد عندهم وإذا غاب وفنى عن نفسه بالكلية فتم له مقام توحيد الفناء الذي يجذبه إلى توحيد أرباب الجميع صار الحق الناطق المتكلم بالتوحيد وكان هو المحود وهو الموحد لا موحد غيره .
وحقيقة هذا القول لا يكون إلا بأن يصير الرب والعبد شيئاص واحداً وهو الاتحاد فيتحد اللاهوت والناسوت كما يقول النصارى إن المتكلم بما كان يسمع من المسيح هو الله وعندهم إن الذين سمعوا منه هم رسل الله وهم عندهم أفضل من إبراهيم وموسى ولهذا تكلم بلفظ اللاهوت والناسوت طائفة من الشيوخ الذين وقعوا في الاتحاد والحلول مطلقاً ومعيناً فكانوا ينشدون قصيدة ابن الفارض ويتحلون بما فيها من تحقيق الاتحاد العام ويرون كل ما في الوجود هو مجلي ومظهر فيه عين الحق .

ثم قال شيخ الإسلام ناقداً لقول المتصوفة في نص السابق في وصفهم للقسم الثالث من أقسام التوحيد :
( وألاح منه لا ئحاً إلى أسرار طائفة من صفوته وأخرسهم عن نعته وأعجزهم عن بثه قال أفضل صفوته هم الأنبياء وأفضلهم الرسل أولو العزم وأفضل أولو العزم محمد وما ألاحه الله على أسرار هؤلاء فهو أكمل توحيد عرفه العباد وهم قد تكلموا بالتوحيد ونعتوه وبثوه وما يقدر احد قط أن ينقل عن نبي من الأنبياء ولا وارث نبي انه يدعي أنه يعلم توحيداً لا يمكنه النطق به بل كل ما علمه القلب أمكن التعبير عنه لكن قد لا يفهمه إلا بعض الناس .
فأما أن يقال : إن محمد عاجز عن أن يبين ما عرفه الله من توحيده فهذا ليس كذلك
...... ثم قال شيخ الإسلام في شرحه لقول المتصوفة في النص السابق وبالتحديد في القسم الثالث من اقسام التوحيد عندهم :
( والذي يشار إليه على ألسن المشيرين أنه إسقاط الحدث وإثبات القدم يقال مرادهم بهذا نفي المحدث أي ليس هنا إلا القديم وهذا على وجهين فإن أيد به نفى المحدث بالكلية وأن العبد هو القديم فهذا شر من قول النصارى فإن اليعقوبية يقولون : إن اللاهوت والناسوت امتزجا واختلطا فصارا جوهراً واحداً وأقنوماً واحداً وطبيعة واحدة ..... فقول القائل : إسقاط الحدوث إن أراد به أن المحدث عدم فهذا مكابرة وإن أراد به إسقاط المحدث من قلب العبد وأنه لم يبق في قلبه إلا القديم فهذا إن أريد به ذات القديم فهو قول النسطورية من النصارى وإن أريد به معرفته والإيمان به وتوحيده أو قيل مثله أو المثل العلمي أو نوره أو نحو ذلك فهذا المعنى صحيح فإن قلوب أهل التوحيد مملوءة بهذا لكن ليس في قلوبهم ذات الرب القديم وصفاته القائمة به وأما أهل الاتحاد العام فيقولون : ما في الوجود إلا الوجود القديم وهذا قول الجهمية ) . " منهاج السنة (5/370_183)".

والخلاصة التي توصلنا إليها من خلال دراستنا لموقف المتصوفة من التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل الكتب من أجله :
هي أن موقفهم من التوحيد مواقف مخالفة ومضادة لما جاء في الكتاب والسنة عن توحيد الله سبحانه وتعالى ويتلخص هذا :
أولاً : يعتقد المتصوفة بأنه لا يجوز التعبير عن التوحيد ومن عبر عنه فقد كفر وألحد لأنه شيء غامض غير متصور وقد بينا مخالفة هذا المعتقد لما جاء في الكتاب والسنة من التعبير عن التوحيد بشتى الصور .
ثانياً : يعتقد المتصوفة بأن التوحيد الذي جاء في الكتاب والسنة ليس بتوحيد صحيح بل هو عين التعدد والشرك وأن الموحد الصحيح هو الذي يصل إلى مرحلة يحل فيه الله فيقول : أنا الله [ حسي زعمهم ].

ثالثاً : يعتقد المتصوفة بأن هذا التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل الكتب من أجله إنما هو توحيد خاص بالعوام فقط أما الخواص وخواص الخواص فتوحيدهم غير هذا تماماً حيث أن الوقوف عند التوحيد الذي جاء في الكتاب والسنة يعتبر عندهم شركاً .

ونفهم من ذلك :
أن الصوفية يقفون من التوحيد الذي أمر الله به موقفاً معاديا ويا ليت المتصوفة يقفون عند هذا الحد بل ذهبوا بعد إن نفروا الناس عن التوحيد الصحيح إلى ابتداع عقائد إلحادية وسموها التوحيد الحقيقي الذي ينبغي أن يصل إليه الإنسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق