وهذه عقيدة القرطبي صاحب التفسير
يقول أبو العبَّاس أحمَدُ بنُ الشيخِ الفقيهِ أبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ إبراهيمَ الحافظ ، الأنصاريُّ القرطبيّ في كتابه
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (8 / 152)
قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من رآني في المنام فقد رآني فإنَّ الشيطان لا يتمثل بي )) ، وفي أخرى : (( فإنَّ الشيطان لا ينبغي له أن يتشبه بي )) ، وفي أخرى : (( لا ينبغي أن يتمثل في صورتي )) ، وفي غير كتاب مسلم : (( لا يتكوَّنُني )). اختلف في معنى هذا الحديث ؛ فقالت طائفة من القاصرين : هو على ظاهره ، فمن رآه في النوم رأى حقيقته ، كما يرى في اليقظة . وهو قول يُدرَك فساده بأوائل العقول ؛ فإنَّه يلزم عليه ألا يراه أحدٌ إلا على صورته التي توفي عليها ، ويلزم عليه ألا يراه رائيان في وقت واحد في مكانين ،ويلزم عليه أن يحيا الآن ، ويخرج من قبره ، ويمشي في الناس ، ويخاطبهم ، ويخاطبونه كحالته الأولى التي كان عليها ، ويخلو قبره عنه ، وعن جسده ، فلا يبقى منه فيه شيء فيزار غير جدث ، ويُسلَّم على غائب ؛ لأنَّه يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته ، في غير قبره . وهذه جهالات لا يبوء بالتزام شيء منها من له أدنى مسكة من المعقول ، وملتزم شيء من ذلك مختل مخبول .أ.هـ
أعجبني هذا القول من القرطبي عسى الله أن يهدي أحدهم (( وهذه جهالات لا يبوء بالتزام شيء منها من له أدنى مسكة من المعقول ، وملتزم شيء من ذلك مختل مخبول ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق