موضوع ونقاش هام حول :
دائما يحتج عباد القبر بسجود الملائكة لنبي الله آدم عليه السلام
وسجود إخوة يوسف عليه السلام له
على مجرد الحرمة دون الشرك
والصواب أن المسألة فيها تفصيل
فالفعل قد يكون حراما وقد يكون شركا
حسب القرائن
للتفصيل يرجى الاطلاع على المقال
========================
وهناك مشاركة مميزة (#18) للشيخ توفيق بن ابراهيم
احب تقييدها هنا
========================
جزاك الله خيرا أخونا الدكتور محمد الهذيل خير الجزاء على هذا المقال الممتع المفيد
لا حظت في بعض التعليقات أنها لم تفهم مراد الأستاذ كما ينبغي
فأحببت أن أشارك في التوضيح رجاء الأجر من الله عز وجل .
أضع التوضيح في طريقة سؤال وجواب :
سؤال (1): رجل سجد لأمه ، ما حكم فعله ؟
هل الجواب :
أ - نستفصل منه عن مراده ، فإن كان عبادة ففعله كفر ، وإلا فمعصية .
ب- فعله كفر بناء على أن السجود عبادة لا تصرف إلا لله .
ج- فعله معصية وليس كفرا ، بل كبيرة من كبائر الذنوب .
الجواب الصحيح : ج
التعليل : أن السجود للأم لا يمكن أن يكون على وجه العبادة ،
وهذا السجود هو الذي كان مشروعا في الأمم السابقة ونسخ في شريعتنا ،
ولو وقع في الشرائع السابقة لكان جائزا.
ومن هذا الباب سجود المرأة لزوجها ، وسجود معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم .
ولهذا أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : (ما هذا يا معاذ)
على طريقة الاستفهام الانكاري . ولم يستفصل منه ماذا كان قصده ، وهل يقصد العبادة أو غيرها
سؤال (2):رجل سجد لصنم ، ما حكمه ؟
هل الجواب :
أ - نستفصل منه عن مراده ، فإن كان عبادة ففعله كفر ، وإلا فمعصية .
ب- فعله كفر بناء على أن السجود عبادة لا تصرف إلا لله .
ج- فعله معصية وليس كفرا ، بل كبيرة من كبائر الذنوب .
الجواب الصحيح : ب
التعليل : هذا السجود لا يمكن أن يكون إلا عبادة ،
وهذا لم يكن مباحا ولا في شريعة من الشرائع ، ولو زعم أنه تكريم واحترام
فزعمه كاذب ، وقرائن الأحوال تكذبه .
سؤال : لم فرقنا بين الجوابين مع أن السجود واحد في الحالين ؟
جواب : السجود ليس واحدا ، وهنا منشأ الغلط ، فسجود اخوة يوسف
ليس عبادة ليوسف ، وسجود الملائكة لآدم ليس عبادة ،
ولسنا في حاجة إلى الاستفصال فيمن فعل مثل فعلهم
بخلاف سجود أهل الأصنام لأصنامهم ، فهو سجود عبادة ، وأيضا بدون استفصال .
ومرجع التفريق إلى مسائل التحسين والتقبيح العقليين ، فالنفاة يرون أن السجود
واحد في الحالين ، والذي فرق بينهم هو الأمر ، ولهذا سجود أخوة يوسف عندهم
هو نفس سجود عباد الأصنام لأصنامهم ،
والذي جعل هذا جائزا ، والآخر محرما هو أمر الشارع بهذا ونهيه عن ذاك .
ولكن من يثبتون صفات للأفعال يجعلون السجودين مختلفين ،
سجود تكريم ، وسجود عبادة ، هذا له صفة وذاك له صفة أخرى ،
فلا يسوى بين السجودين
فإن قيل : كيف نعلم أن هذا تكريم ، وهذا عبادة ؟
الجواب : بالقرائن الدالة على أحد الأمرين .
فإن قيل : لو قدرنا تجردهما عن القرائن ؟
فالجواب : أن هذا محال ، فهو كافتراض ملزوم بدون لوازمه ،
وهذا لا يمكن أن يقع إلا بالتقدير العقلي ،
أما على أرض الواقع فلا بد له من قرائن تحتف به ، وصفة يتصف بها .
فإن قيل : ما ذكرته من حسن الأفعال وقبحها يعكر عليه
سجود أخوة يوسف وتحريم السجود في شريعة الإسلام ، فلو كانت للصفات
أفعال لما تغير الحكم بختلاف الشريعة .
فالجواب : أن هذا يقودنا إلى البحث في صفات الأفعال ، وليس المجال
مجالها هنا ، لكن باختصار :اقتضاء الفعل للمصلحة أو المفسدة هو صفة للفعل
وشريعة الله عز وجل جاءت بما يقتضي المصلحة ويبعد المفسدة ،
وقد يكون التشريع المعين فيه مصلحة في زمن ما ، ولكنها في زمن
آخر مفسدة ، فيجاز في زمن ، ويحرم في آخر ، كالدواء يأمر به الطبيب حثيما يكون
هناك مصلحة في تناوله ، وينهى عنه عندما يكون هناك مفسدة في تناولة ،
والله عز وجل أحكم الحاكمين ، وأعلم بمصالح العباد ومفاسدهم .
والله الموفق .
========================
وهناك مشاركة مميزة (#18) للشيخ توفيق بن ابراهيم
احب تقييدها هنا
========================
جزاك الله خيرا أخونا الدكتور محمد الهذيل خير الجزاء على هذا المقال الممتع المفيد
لا حظت في بعض التعليقات أنها لم تفهم مراد الأستاذ كما ينبغي
فأحببت أن أشارك في التوضيح رجاء الأجر من الله عز وجل .
أضع التوضيح في طريقة سؤال وجواب :
سؤال (1): رجل سجد لأمه ، ما حكم فعله ؟
هل الجواب :
أ - نستفصل منه عن مراده ، فإن كان عبادة ففعله كفر ، وإلا فمعصية .
ب- فعله كفر بناء على أن السجود عبادة لا تصرف إلا لله .
ج- فعله معصية وليس كفرا ، بل كبيرة من كبائر الذنوب .
الجواب الصحيح : ج
التعليل : أن السجود للأم لا يمكن أن يكون على وجه العبادة ،
وهذا السجود هو الذي كان مشروعا في الأمم السابقة ونسخ في شريعتنا ،
ولو وقع في الشرائع السابقة لكان جائزا.
ومن هذا الباب سجود المرأة لزوجها ، وسجود معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم .
ولهذا أنكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : (ما هذا يا معاذ)
على طريقة الاستفهام الانكاري . ولم يستفصل منه ماذا كان قصده ، وهل يقصد العبادة أو غيرها
سؤال (2):رجل سجد لصنم ، ما حكمه ؟
هل الجواب :
أ - نستفصل منه عن مراده ، فإن كان عبادة ففعله كفر ، وإلا فمعصية .
ب- فعله كفر بناء على أن السجود عبادة لا تصرف إلا لله .
ج- فعله معصية وليس كفرا ، بل كبيرة من كبائر الذنوب .
الجواب الصحيح : ب
التعليل : هذا السجود لا يمكن أن يكون إلا عبادة ،
وهذا لم يكن مباحا ولا في شريعة من الشرائع ، ولو زعم أنه تكريم واحترام
فزعمه كاذب ، وقرائن الأحوال تكذبه .
سؤال : لم فرقنا بين الجوابين مع أن السجود واحد في الحالين ؟
جواب : السجود ليس واحدا ، وهنا منشأ الغلط ، فسجود اخوة يوسف
ليس عبادة ليوسف ، وسجود الملائكة لآدم ليس عبادة ،
ولسنا في حاجة إلى الاستفصال فيمن فعل مثل فعلهم
بخلاف سجود أهل الأصنام لأصنامهم ، فهو سجود عبادة ، وأيضا بدون استفصال .
ومرجع التفريق إلى مسائل التحسين والتقبيح العقليين ، فالنفاة يرون أن السجود
واحد في الحالين ، والذي فرق بينهم هو الأمر ، ولهذا سجود أخوة يوسف عندهم
هو نفس سجود عباد الأصنام لأصنامهم ،
والذي جعل هذا جائزا ، والآخر محرما هو أمر الشارع بهذا ونهيه عن ذاك .
ولكن من يثبتون صفات للأفعال يجعلون السجودين مختلفين ،
سجود تكريم ، وسجود عبادة ، هذا له صفة وذاك له صفة أخرى ،
فلا يسوى بين السجودين
فإن قيل : كيف نعلم أن هذا تكريم ، وهذا عبادة ؟
الجواب : بالقرائن الدالة على أحد الأمرين .
فإن قيل : لو قدرنا تجردهما عن القرائن ؟
فالجواب : أن هذا محال ، فهو كافتراض ملزوم بدون لوازمه ،
وهذا لا يمكن أن يقع إلا بالتقدير العقلي ،
أما على أرض الواقع فلا بد له من قرائن تحتف به ، وصفة يتصف بها .
فإن قيل : ما ذكرته من حسن الأفعال وقبحها يعكر عليه
سجود أخوة يوسف وتحريم السجود في شريعة الإسلام ، فلو كانت للصفات
أفعال لما تغير الحكم بختلاف الشريعة .
فالجواب : أن هذا يقودنا إلى البحث في صفات الأفعال ، وليس المجال
مجالها هنا ، لكن باختصار :اقتضاء الفعل للمصلحة أو المفسدة هو صفة للفعل
وشريعة الله عز وجل جاءت بما يقتضي المصلحة ويبعد المفسدة ،
وقد يكون التشريع المعين فيه مصلحة في زمن ما ، ولكنها في زمن
آخر مفسدة ، فيجاز في زمن ، ويحرم في آخر ، كالدواء يأمر به الطبيب حثيما يكون
هناك مصلحة في تناوله ، وينهى عنه عندما يكون هناك مفسدة في تناولة ،
والله عز وجل أحكم الحاكمين ، وأعلم بمصالح العباد ومفاسدهم .
والله الموفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق