الصوفية واحتفال النصارى بعيد الكريسمس [ الجفري انموذجا ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ،
إن المهتم بالتصوف يعلم اهتمام الصوفية وتعظيمهم للموالد كما لا يخفى على من لديه أدنى اطلاع ، والجديد في هذا الموضوع هو تعدي الصوفية موالدهم إلى موالد النصارى ففي يوم الجمعة 19 ذي الحجة 1428 الموافق 28 ديسمبر 2007 نشرت جريدة الوطن الكويتية بعددها رقم 11474 / 5920 - السنة 46 خبرا بعنوان :
علماء »كلمة سواء« للسلف: وسعوا صدوركم
وسوف انقل نص الخبر ومن ثم التعليق عليه .
مؤكدين عدم صحة الإجماع على ما اختلف فيه من التهنئة بمولد المسيح
علماء »كلمة سواء« للسلف: وسعوا صدوركم
كتب أحمد زكريا:
فيما يعيش العالم أجواء احتفالية بعيد ميلاد المسيح الذي يحتفل فيه اتباع الدين المسيحي فيما تختلف الاراء في الاسلام حول التهنئة فيه اكد علماء سبقت لهم التهنئة على شرعية التهنئة فيما اشار بعضهم الى ان الجدل حول جوازها من عدمه يكفي لمنع المنع.
فقد قابل علماء ممن وقعوا على وثيقة كلمة سواء التي تهدف المعنية باعلان القاسم المشترك بين المسيحية والاسلام تحريما أطلقه رموز للحركة السلفية للتهنئة بمناسبة ميلاد المسيح.
والجديد في هذه المعارضة للتحريم في ادلة استخدمها بعض العلماء من التصوف الاسلامي بما جاء في سورة مريم عن مولد السيد المسيح وماجاء في الحديث النبوي الشريف عن اولوية المسلمين بالنبي موسى عليه السلام من اليهود الذين يحتفلون بذكرى نجاته.
والى تلك الادله اكد علماء من المئة والثمانية والثلاثين الموقعين على وثيقة كلمة سواء ان مسألة التهنئة بمولد المسيح عليها خلاف مشيرين هنا الى ان الإجماع على ما عليه خلاف في وقت دعا فيه منهم السلف الى سعة الصدر.
من جانبه بين الامين العام للامانة العامة للاوقاف د.محمد عبدالغفار الشريف انه »لا بأس بتهنئة غير المسلمين باعيادهم الاجتماعية ومناسباتهم السارة، واستدرك بانه لا تجوز مشاركتهم في شعائرهم التعبدية قال انه ولا بأس باطلاق كلمة مسيحي على النصارى لانهم يزعمون انهم يتبعون سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام«.
من جانبه بين الداعية الاسلامي الحبيب الجفري ان »مسألة تهنئة اهل الكتاب باعيادهم ومسألة السلام عليهم هي من المسائل التي اختلف فيها اهل العلم وعليه قال ان دعوى الاتفاق على التحريم باطلة«.
وتابع الجفري ان »التهنئة التي يثار حولها الجدل هذه الايام قد ارسلها كبار علماء المسلمين منهم الشيخ البوطي والشيخ ابن بيه والمفتون من مصر وسورية ولبنان واليمن والبوسنة ومن مختلف مذاهب السنة الاربعة ومن الزيدية والاثنى عشرية لكن الكثير يتساءل بذلك كيف تصح دعوى الاتفاق على المنع«؟.
وبين الجفري ان اهل العلم فرقوا بين الاعياد المخالفة للعقيدة والموافقة لها موضحا ان ذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام قد تقاس على ذكرى نجاة الكليم موسى عليه السلام الذي وافق النبي اليهود علي الفرح به مؤكداً هذه بقول الرسول عليه الصلاة والسلام »نحن أولى بموسى منهم«.
واضاف الجفري ان مولد السيد المسيح وهو من ايام الله يزيد على يوم نجاة الكليم بتخصيص القرآن لمولده بالسلام حيث قال تعالى (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)
واوضح الجفري ان العلماء فرقوا بين فضيلة البر بمن لم يقاتلونا في ديننا وبين ارتكاب خيانة الموالاة لمن قاتل المسلمين واخرجهم من ديارهم.
ودعا بذلك الجفري إلـى عدم الغلو والتعصب لرأي البعض من اهل العلم مع تجاهل رأي من لم يوافق الهوى منهم موضحاً ان »من شاء ان يأخذ بادلة من قال بالجواز منهم أئمة هدى لا سيما ان كان قصد الاخذ بذلك مرتبطا بخدمة الاسلام والتعريف بتعاليمه ونشر هديه السمح ومن اراد ان يأخذ بفهم المانعين للنصوص فله ان يمتنع بأدب شريطة ان لا يجبر الناس على ذلك والا يدعي انه الإجماع والمتفق عليه.
اجتهاد
وكذلك بين نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين عبدالله بن بيه ان تهنئة المسيحيين من الامور الاجتهادية التي اختلف الناس فيها ما بين حرمة وكراهة وجواز.
وطالب بن بيه السلفيين بان تتسع صدورهم للخلاف خاصة في المسائل الاجتهادية التي لم يرد فيها نص قاطع او برهان ساطع وشدد على انه لا يوجد إجماع على تحريم تهنئة المسيحيين.
وبين بن بيه ان دائرة الاختلاف الواسعة تسمح لكل انسان ان يكون له رأيه وان يتعبد الله سبحانه وتعالى بما يراه صحيحا.
الجدير ذكره ان وثيقة كلمة سواء هي وثيقة وقع عليها 138 من علماء المسلمين يمثلون جميع المذاهب والمدارس الفكرية بروح من التبادل الثقافي المفتوح والتفاهم المتبادل حسبما جاء في موقع خصص لهم على شبكة الانترنت ويبين موقع العلماء والمقيد باسم كلمة سواء ان الوثيقة جاءت بعد كلمة للرد على محاضرة القاها البابا بندكتوس السادس عشر في ريغسبيرغ في سبتمبر من العام الماضي 2006 اذ يقول العلماء الموقعون على الوثيقة الموجهة الى جميع الكنائس في العالم انها وثيقة تنطلق من القواسم المشتركة بين الاسلام والمسيحية كقاعدة لوثيقتهم هذه وقد كان موقع العلماء الـ 138 قد تضمن تهنئته للمسيحيين بعيد الميلاد انطلقت من اهداف هذه الوثيقة.
تاريخ النشر: الجمعة 28/12/2007
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...2347&pageId=35
التعليق :
قال الشيخ الحبيب الجفري : (( مسألة تهنئة اهل الكتاب باعيادهم ومسألة السلام عليهم هي من المسائل التي اختلف فيها اهل العلم وعليه قال ان دعوى الاتفاق على التحريم باطلة ))
قلت : نقل هذا الاتفاق العلامة ابن القيم في كتاب أحكام الذمة : (( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.
وكثير ممَن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت اللّه وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه. وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعاً لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيراً، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك، وبالله التوفيق ))
http://arabic.islamicweb.com/Books/T...ook=103&ID=363
فابن القيم ينقل الاتفاق فلينقل لنا الجفري ومن يرى رأيه خرم هذا الاتفاق .
قال الجفري : (( التهنئة التي يثار حولها الجدل هذه الايام قد ارسلها كبار علماء المسلمين منهم الشيخ البوطي والشيخ ابن بيه والمفتون من مصر وسورية ولبنان واليمن والبوسنة ومن مختلف مذاهب السنة الاربعة ومن الزيدية والاثنى عشرية لكن الكثير يتساءل بذلك كيف تصح دعوى الاتفاق على المنع ))
قلت : الاتفاق كان قبل ولادة من ذكرت من العلماء بقرون فخرمهم لهذه الاتفاق مردود علهم بل هم مَنْ خالف سبيل العلماء ونعوذ بالله من اقتفاء زلات العلماء واتخاذها دينا .
والاعجب متى كان الزيدية والرافضة يعقدون اجماعا أو يخركون اجماعا ؟؟!! ولكن هي الطريقة الجفرية في محاربة أهل السنة الجماعة بستثارة أهل البدعة عليهم واظهار أهل السنة أنهم يخالفون المسلمين ولكن بحمد الله تعالى الناس لا تنطلي عليهم هذه الاساليب .
وقال الجفري : (( وبين الجفري ان اهل العلم فرقوا بين الاعياد المخالفة للعقيدة والموافقة لها ))
نطالب الجفري واتباعه الذين سوف يدافعون عنه وعن مقالته ودفاعه عن الكريسمس بأن يسموا لنا العلماء الذين اعتروا الكريسمس من الاعياد التي لا تخالف عقيدتنا أناس يحتفلون بأن الله تعالى عما يقولون صار عنده ولد ولقد كفر الله تعالى من يعتقد هذه العقيدة وتوعدهم قال الله تعالى في سورة مريم : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) )) وهؤلاء يهنئونهم بهذا العيد والعياذ بالله من الخذلان .
(( ومن اراد ان يأخذ بفهم المانعين للنصوص فله ان يمتنع بأدب شريطة ان لا يجبر الناس على ذلك والا يدعي انه الإجماع والمتفق عليه ))
قلت : لا يفوت الجفري فرصة ليظهر ما في قلبه على أهل السنة والجماعة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال الشيخ عبدالله بن بيه : (( ان تهنئة المسيحيين من الامور الاجتهادية التي اختلف الناس فيها ما بين حرمة وكراهة وجواز ))
قلت : هذا كلام عام وقد نقل ابن القيم الاتفاق على تحرم تهنئة الكفار بشعائر الكفر فحتى زمن ابن القيم على أقل تقدير لم تكن هذه المسألة محل خلاف حتى جاء زمننا وصار فلان علامة وفلان الفهامة وفلان ... وفلان ..... ظهر هذا الخلاف وللاسف دعوة هؤلاء تحمل دعوة المسلمين للاحتفال بالكريسمس فهم الآن يرضون بالتهئة فقط حتى اذا ما تأصلت عند المسلمين أنتقلوا إلى أبعد من ذلك .
ويا عجبي لتناقض هؤلاء يدعون النصارى لكلمة سواء في نفس الوقت يهنئونهم بالكريسمس كمالا يخفى على أحد أن النصارى يحتفلون بأنه ولد لله ولد والعياذ بالله وكأن هؤلاء لم يقرؤوا قوله تعالى : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم )) قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال : (( فمن )) [ رواه البخاري ]
وما أكثر ما تبعت الصوفية سنن من كان قبلنا من الغلو بالانبياء والصالحين واتخاذ قبورهم مساجد والاطراء المفضي إلى تأليهم حتى وصلنا التهنئة بالكريسمس وكل ما أخشاه أن أن يقولوا المسيح ابن الله ، والعياذ بالله
وهذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وسلم
===========
أبو عثمان
http://almjhol.com/showthread.php?p=79#post79
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق