عدد الزوار

تزوير المنتدى الصوفي القبوري: الحوار الإسلامي
للستر على فضيحتهم وطعنهم بشيخهم عبدالله الحداد / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
فضيحة منتدى الحوار الإسلامي الصوفي
يتهمون شيخهم عبدالله الحداد بشرك الإلوهية وانه ضال مضل / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
عبد الله بن علوي الحداد
وهابي يقر بتقسيم التوحيد صفعة في وجوه صوفية حضرموت
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

البراهين الجلية على براءة ابن كثير من التصوف و الطرقية


البراهين الجلية على براءة ابن كثير من التصوف و الطرقية

ابن الموقت المراكشي


الحمد لله بارئ الخلق و مظهر الحق و الصلاة و السلام على نبينا و قدوتنا محمد و آله وأصحابه أولى الشرف و السبق , وبعد :

فلم يزل المتصوفة على مر العصور يحاولون تلميع وجه التصوف المشوه و ترقيع ثوبه الممزق و ترميم جذعه المكسور , بنسبة بعض أكابر أهل العلم من السلف و الخلف إليه, و من ذلك ما وقفت عليه منذ مدة من أباطيل يرددها الصوفية في منتدياتهم و مواقعهم يزعمون فيها أن الإمام الحافظ عماد الدين ابن كثير كان صوفيا على الطريقة الشاذلية , و يعتمدون في هذا على نص نقلوه عن كتاب نكت الهميان و كتاب الوافي بالوفيات للإمام الصفدي في ترجمته لأبي الحسن الشاذلي وفيهما : (وقد رأيت شيخنا عماد الدين قد فتر عنه في الآخر وبقي واقفاً في هذه العبارات حائراً في الرجل لأنه كان قد تصوف على طريقته ) . ثم راحوا يطبلون و يزمرون بناء على ذلك زاعمين أن ابن كثير كان صوفيا على طريقة الشاذلي .

و قد يظن القارئ أن هذا صادر فقط عن بعض مرتادي المنتديات الذين ليس لهم في هذا الميدان قدم ولا حتى اصبع , لكن الدهشة تشتد حين تجد بعض كبرائهم الذين تصدوا للتأليف قد ضمنوا هذه الفرية كتبهم دفاعا عن مسالك التصوف المُغْوِلة , وممن اطلعت على هذا الصنيع منه مرشد جماعة العدل و الإحسان عبد السلام ياسين - أرشدنا الله و إياه لما يحبه ويرضاه – فقد زعم أن الإمام ابن كثير كان صوفيا شاذليا قائلا :
كان الحافظ المفسر الشافعي المذهب ابن كثير رحمه الله ممن ينكرون على الصوفية ويشتدون. في أخريات عمره رجع واعترف وتتلمذ ودخل في صف الشاذلية. قال الصلاح الصفدي في كتابه "نكت الهميان" : "ورأيت شيخنا عماد الدين (ابن كثير) قد فتر عنه (أي عن أبي الحسن الشاذلي) وبقي واقفا في هذه العبارات حائرا في الرجل لأنه كان قد تصوف على طريقته. وأخذ عن نجم الدين الأصفهاني نزيل الحرم، ونجم الدين صحب الشيخ أبا العباس المرسي صاحب الشيخ أبي الحسن" كتاب الإحسان ص 70 .

و الكلام الذي بين قوسين ليس للإمام الصفدي وإنما لمن نقل عنه الشيخ ياسين وهو الشيخ أحمد بن الصديق الغماري , فقد قال في الهامش : كذا نقله الشيخ أحمد بن الصديق في كتابه البرهان الجلي ص 50 .

و لا يخفى ما في صنيع الشيخ الغماري من التدليس على القراء لإيهامهم بأن الصفدي قد صرح بذكر ابن كثير .كما لا يخفى ما في اعتماد الشيخ ياسين كلامَ الغماري دون الرجوع إلى أصل الكتاب المنقول عنه من دلالة على مبلغ اطلاعه و علمه و (كشفه) , وقد مر على نشر كتابه سنوات عديدة دون أن يتنبه إلى خطئه – احسانا للظن به وإلا فقد نبهه أهل العلم إليه – ودون أن يصححه ولو حتى في النسخة التي يعرضها في موقعه الخاص .

و بعد هذا العرض المختصر لافتراءات القوم على الإمام الجليل و الحافظ الكبير تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , أبين بإذن الله بطلان هذه المزاعم :
فعند الرجوع إلى كلام الصفدي في كتابه نكت الهميان ص 213, نجد النص هكذا : ( وقد انتسب في بعض مصنفاته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقال: بعد يوسف المذكورين يوشع بن برد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب . قال الشيخ شمس الدين الذهبي : هذا نسب مجهول لا يصح ولا يثبت وكان الأولى به تركه وترك كثير مما قاله في تآليفه من الحقيقة. وهو رجل، كبير القدر. كثير الكلام. عالي المقام. له نظم ونثر، فيه متشابهات وعبارات. يتكلف له في الاعتذار عنها. ورأيت شيخنا عماد الدين قد فتر عنه في الآخر، وبقي واقفاً في هذه العبارات حائراً في الرجل. لأنه كان قد تصوف على طريقته. وصحب الشيخ نجم الدين الأصفهاني نزيل الحرم، ونجم الدين صحب الشيخ أبا العباس المرسي صاحب الشاذلي ).

و مما نلاحظه في هذا النص :
- أن الكلام للذهبي أصلا و ليس للصفدي , و إنما الأخير ناقل. و مما يؤكد ذلك أنك تجد هذا الكلام بتمامه في كتاب تاريخ الإسلام للذهبي عند ترجمته للشاذلي .
- الشيخ عماد الدين المذكور في النص قد صحب نجم الدين نزيل الحرم و هو ما لا نجد له أدنى إشارة عند من ترجم للحافظ ابن كثير .
- كيف يكون ابن كثير قد تصوف في آخر عمره و صحب نجم الدين الأصبهاني ( حسب قول الشيخ ياسين : ...في أخريات عمره رجع واعترف وتتلمذ ودخل في صف الشاذلية ) . و الشيخ نجم الدين قد توفي سنة 721 هـ كما في الوافي بالوفيات , بينما كانت ولادة ابن كثير سنة700 هـ .أي أن عمر ابن كثير عند وفاة نجم الدين كان إحدى وعشرين سنة تقريبا .
- كل من ترجم لابن كثير رحمه الله لم يذكر أنه كان صوفيا أو شاذليا , و لسنا واجدين في كتبه التي بين أيدينا ذكرا لهذا الأمر و لا إشارة .
- الذين يلقبون بعماد الدين في زمن الذهبي بل ومن شيوخه الذين ذكرهم في معجم شيوخه خلق كثير جدا , فلم لا يكون المقصود رجلا آخر غير ابن كثير ؟
و للإجابة عن هذا التساؤل نطل بسرعة على ترجمة نجم الدين الإصبهاني فنجد : ( نجم الدين الإصبهاني عبد الله بن محمد بن محمد بن علي، الإمام القدوة شيخ الحرم نجم الدين الإصبهاني الشافعي المجاور. ولد سنة ثلاث وأربعين وستمائة وتوفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، وصحب أبا العباس المرسي تلميذ الشاذلي وتفقه وبرع في الأصول، ودخل في طريق الحب صحبة الشيخ عماد الدين الحزامي، وكان شيخاً مهيباً منقبضاً عن الناس وجاور بضعاً وعشرين سنة. ) الوافي بالوفيات ص 321ج 17 .
ومن هذا النص يتبين لنا أن المقصود بعماد الدين هو الشيخ عماد الدين الحزامي و ليس عماد الدين بن كثير .

كما نجد نصا آخر يؤكد ذلك حيث يقول الذهبي :
(قلت : كان شيخنا عماد الدين الخزامي يعظم أبا العباس ، ويذكر أن شيخه نجم الدين الإصبهاني صحبه وأخذ عنه طريق السَّير ، وكذالك صحبه الشيخ تاج الدين بن عطاء الله والله أعلم بحقيقة سره . وكان من الشهود بالثغر .) تاريخ الإسلام 256/51.
و الذي ترجح لي بعد البحث أن الشيخ عماد الدين الحزامي هو الشيخ أحمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن عماد الدين ابن شيخ الحزامية المتوفى سنة 711 هـ . و قد جاء في ترجمة ابن رجب له في ذيل طبقات الحنابلة : ( أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسعود بن عمر الواسطي الحزامي، الزاهد القدوة العارف، عماد الدين أبو العباس، ابن شيخ الحزاميين: ولد في حادي عشر - أو ثاني عشر - ذي الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة بشرقي واسط.

وكان أبوه شيخ الطائفة الأحمدية. ونشأ الشيخ عماد الدين بينهم، وألهمه اللّه من صغره طلب الحق ومحبته، والنفور عن البدع وأهلها، فاجتمع بالفقهاء بواسط كالشيخ عز الدين الفاروتي وغيره. وقرأ شيئاً من الفقه على مذهب الشافعي. ثم دخل بغداد، وصحب بها طوائف من الفقهاء، وحج واجتمع بمكة بجماعة منهم. وأقام بالقاهرة مدة ببعض خوانقها، وخالط طوائف الفقهاء، ولم يسكن قلبه إلى شيء من الطوائف المحدثة. واجتمع بالإِسكندرية بالطائفة الشاذلية، فوجد عندهم ما يطلبه من لوايح المعرفة، والمحبة والسلوك، فأخذ ذلك عنهم، وانتفع بهم، واقتفى طريقتهم وهديهم.
ثم قدم دمشق، فرأى الشيخ تقي الدين ابن تيمية وصاحبه، فدله على مطالعة السيرة النبوية، فأقبل على سيرة ابن إسحاق تهذيب ابن هشام، فلخصها واختصرها، وأقبل على مطالعة كتب الحديث والسنة والآثار، وتخلى من جميع طرائقه وأحواله، وأذواقه وسلوكه، واقتفى آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه، وطرائقه المأثورة عنه في كتب السنن والآثار، واعتنى بأمر السنة أصولاً وفروعاً، وشرع في الرد على طوائف المبتدعة الذين خالطهم وعرفهم من الاتحادية وغيرهم، وبين عوراتهم، وكشف أستارهم، وانتقل إلى مذهب الإمام أحمد. وبلغني: أنه كان يقرأ في " الكافي " على الشيخ مجد الدين الحراني الآتي ذكره إن شاء الله تعالى. واختصره في مجلد سماه " البلغة " وألف تآليف كثيرة في الطريقة النبوية، والسلوك الآثري والفقر المحمدي؛ وهي من أنفع كتب الصوفية للمريدين، انتفع بها خلق من متصوفة أهل الحديث ومتعبديها. ) ذيل طبقات الحنابلة ص 358 ج2 .

و لعل تتلمذه على شيخ الإسلام ابن تيمية و تمسكه بالسنة و محاربته للبدع هو السر في قول الذهبي عنه (ورأيت شيخنا عماد الدين قد فتر عنه في الآخر، وبقي واقفاً في هذه العبارات حائراً في الرجل).

و في هذا ما يكفي لبيان براءة الحافظ ابن كثير من التصوف و من الطريقة الشاذلية , فعماد الدين المذكور في النص , المقصود به عماد الدين الحزامي الذي بين الذهبي أنه قد فتر عن الشاذلي بسبب مانقل عنه من العبارات المخالفة للحق, وقد رأينا في ترجمة ابن رجب له كيف أنه تخلى من جميع طرائقه و أحواله و أذواقه و سلوكه و اقتفى آثار الرسول صلى الله عليه و سلم وهديه . فلا مجال للصوفية بعد ذلك للاستدلال بهذا النص , إذ هو ضدهم كيفما قلبوه .
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

================
أهم المصادر و المراجع :
* تاريخ الاسلام – الذهبي – ت الدكتور عمر عبد السلام تدمري – دار الكتاب العربي بيروت – الطبعة الاولى -1409 هـ 1989م .
* ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي – تصحيح محمد حامد الفقي – ط مصر 1372 هـ
* الوافي بالوفيات – الصفدي – دار احياء التراث العربي – بيروت لبنان – الطبعة الأولى 1420هـ 2000م

=========================

:: المصدر ::

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق