عدد الزوار

تزوير المنتدى الصوفي القبوري: الحوار الإسلامي
للستر على فضيحتهم وطعنهم بشيخهم عبدالله الحداد / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
فضيحة منتدى الحوار الإسلامي الصوفي
يتهمون شيخهم عبدالله الحداد بشرك الإلوهية وانه ضال مضل / صور
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞ -][
عبد الله بن علوي الحداد
وهابي يقر بتقسيم التوحيد صفعة في وجوه صوفية حضرموت
][- ۞۩۞ -][ (( أضغط هنا )) ][- ۞۩۞

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

القبوريون دعوى دعاء غير الله بدون اعتقاد الالوهية أو التأثير استقلالاً لايعتبر شركاً

بسم الله

(الشبهة الثانية: دعوهم أن الإنسان إذا دعا غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله لا يكون مشركاً إلا إذا اعتقد أن لغير الله تأثيراً أو اعتقد الألوهية لغير الله.فمن أقوالهم في هذه المسألة: "فالذي يقدح في التوحيد هو اعتقاد التأثير لغير الله أو اعتقاد الألوهية واستحقاق العبادة لغير الله، وأما مجرد النداء من غير اعتقاد شيء من ذلك فلا ضرر فيه" .

والجواب:
هذه الشبهة تدور حول مسألتين:

الأولى: أن ذلك الدعاء لا يكون شركاً إلا إذا صاحبه اعتقاد التأثير لغير الله.
الثانية: أو إذا صاحبه اعتقاد الألوهية واستحقاق العبودية لغير الله.

أما الأولى:
فالجواب عليها من وجهين:
الوجه الأول: لا نسلم أن من لجأ إلى غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله أنه لم يعتقد فيه التأثير – وإلا فما الذي ألجأه إلى أن يستغيث به ويدعوه؟ وقد تقدمت أدلة وافية تفيد أن من أسباب الشرك: الغلو في الصالحين – وإساءة الظن برب العالمين، فبمجموع الأمرين يقع الشرك فالذي دعا غير الله تعالى رائده في ذلك: اعتقاده في مدعوه التأثير وظنه أن الله لا يستجيب له لكثرة ذنوبه ومعاصيه. وخير من قول دحلان قول الشيخ محمد عبده: "فالإشراك اعتقاد أن لغير الله أثراً فوق ما وهبه الله من الأسباب الظاهرة، وأن لشيء من الأشياء سلطاناً على ما خرج عن قدرة المخلوقين، وهو اعتقاد من يعظم سوى الله مستعيناً به فيما لا يقدر العبد عليه كلاستنصار في الحرب بغير قوة الجيوش، والاستشفاء من الأمراض بغير الأدوية التي هدانا الله إليها، والاستعانة على السعادة الأخروية أو الدنيوية بغير الطرق والسنن التي شرعها الله لنا، هذا هو الشرك الذي كان عليه الوثنيون ومن ماثلهم، فجاءت الشريعة الإسلامية بمحوه ورد الأمر فيما فوق القدرة البشرية والأسباب الكونية إلى الله وحده" ، فهذا إثبات واضح للتلازم الذي ذكرناه.

الوجه الثاني: إنه لو سلم – جدلاً – أن المستغيث بغير الله تعالى قصده أن يتخذ مدعوه واسطة بينه وبين الله دون أن يعتقد تأثيره – فهذا باطل أيضاً، إذ هذا هو قصد المشركين الأوائل الذين أقروا لله تعالى بالوحدانية في الربوبية واتخذوا وسطاء بينهم وبين الله تعالى كما قال الله عنهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3]. وقال: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} [يونس: 18].وقد تقدم قول الرازي في صور اتخاذ الشفعاء عند الله، وإنكاره ما رآه من أهل زمانه من تعظيم قبور الأكابر، وعده له نظير ما فعل عباد الأصنام، ويضاف إليه كذلك قول التفتازاني – فإنه بعدما ذكر التوحيد بدأ يعدد أصناف المشركين الذين يعتقدون وجود تأثير للكواكب ونحوها – فذكر منهم عباد الأصنام وأن عبادها لا يعتقدون فيها كونها مؤثرة مدبرة فقال: "وأما الأصنام فلا خفاء في أن العاقل لا يعتقد فيها شيئاً من ذلك – (قال) فلهم في ذلك تأويلات باطلة" فذكر خمسة تأويلات، فقال عن التأويل الخامس: "الخامس: أنه لما مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله تعالى اتخذوا تمثالاً على صورته وعظموه تشفعاً إلى الله تعالى وتوسلاً" .

وأما المسألة الثانية من الشبهة وهي: أن الإنسان يعتبر مشركاً كذلك إذا اعتقد الألوهية واستحقاق العبادة لغير الله.
فالجواب:
قد تقدم معنى الألوهية، ومعنى العبادة – وبه يظهر أن من صرف شيئاً منها لغير الله يعتبر مشركاً.
ومن كلامهم يظهر مدى تقصيرهم في معرفة العبادة – فهم لا يعدون الدعاء من العبادة، وهذا قد وقع فيه المتأخرون، وإلا فقد تقدم النقل عن بعض كبار الأشاعرة في أن الدعاء هو أعظم أنواع العبادة.
وعليه فإنه يقال: إن من دعا غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله يكون قد اعتقد الألوهية لغير الله تعالى فعلاً وإن لم يسمها بذلك لفظاً. ) ا.هــــ

المصدر: موسوعة الفرق » الباب الثالث: الأشاعرة » الفصل الرابع: » المبحث الرابع: الشبهات الرئيسة للمتأخرين من الأشاعرة في بعض مظاهر الشرك
نقلا عن : منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى لخالد عبداللطيف – 1/185


تعليق :

وقياسا على دعوة القبوريين يجوز للمسلم أن يدعو بوذا واللات و هبل و سواع ويغوث ويطلب منهم طالما أنه لا يعتقد فيهم التأثير استقلالا ولا انهم مستحقون للعبودية !

وماذا كان يفعل مشركوا قوم نوح ومشركوا قريش غير أنهم دعوا أرواح الصالحين الممثلة بصور التماثيل واعتقدوا أنها تقربهم الى الله زلفى. بل وكانوا يعلمون أن الله يملك هؤلاء الشركاء.

فقد كان المشركون في مكة يقولون في تلبيتهم في الحج : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه و ما ملك. وهذا مروي بالمعنى في الصحيحين .

فمن يدعي ان الهة قريش تنفع وتضر بنفسها استقلالا عن قدرة الله (بمعنى أن الله لا قدرة له عليها ) نقول له اخطأت. فالالهة اذا كانت تملك النفع والضر كما تزعمون فقد ذكر في الصحيحين ان المشركين يعتقدون ان الله تعالى يملك هذه الالهة (الشريك) وما ملكت. وبالتالي فهم يعتقدون أن الله يملك هذه الالهة (
إلا شريكا هو لك تملكه ) و ما تملكه ( و ما ملك من نفع ومن ضر ) !!!
وهذا يبطل زعم القبوريين !!

والحمد لله رب العالمين.



مواضيع متعلقة :
القبوريون و دعاء العبادة ودعاء المسألة
الصوفية القبورية وعدم التفريق بين الحي والميت
أيها الصوفية القبورية ... هل تفرقون بين الحي والميت..؟

--------------------------------------------------------------------

أهم الشبهات حول شرك عباد الأصنام.
أجدني مضطرا للرد على الشبهات التي أثارها علوي المالكي واتباعه ومن سبقه ، حول الحقائق الماضية ، والتي نقلت فيها أقوال اهل العلم في بيان أن المشركين اقروا لله بالخلق والرزق والتدبير ، واشركوا به في العبادة ، أملا في القربى ، وبحثا عن الزلفى إلى الله ، وانهم لم يعتقدوا في أصنامهم نفعا ولا ضرا .
ويرجى قراءة الحلقة الثانية ، فقد أكثرت فيها من النقل الدال على انتفاء اعتقاد النفع والضر .

الشبهة الاولى :
كيف يقال : ان المشركين لم يعتقدوا في أصنامهم نفعا ولا ضرا ، وهاهو القرآن يحكي قولهم ( إن نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) ؟

والجواب : اننا لا ننكر اعتقاد المشركين النفع والضر في آلهتهم ، أفليس قولهم ( ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ) وقولهم (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) من اعتقاد النفع تقريبا وشفاعة ؟؟
ولذلك تجد بعض المفسرين يذكر انهم كانوا يعتقدون في اصنامهم النفع والضر ، وهذا حق لا ينكر ، كما .
وليس هذا محل النزاع ... انما النزاع في كونهم يعتقدون فيهم نفعا ذاتيا استقلاليا دون الله ، فأين الدليل على ذلك ؟
فقد اعترفوا بأن تدبير الأمر كله لله ، وان بيده ملكوت كل شيء وانه يجير ولا يجار عليه ، وقد مر معك قولهم الذي سمعه النبي صلى الله عليه وسلم وود لو اقتصروا على جزء منه ، وهو قولهم في التلبية ( لبيك اللهم لبيك ..... الا شريكا هو لك تملكه وما ملك ) .
وحين أتكلم عن شرك عباد الأصنام الذين نزل فيهم القرآن ، أفاجأ بمن يتحدث عن قوم إبراهيم وقوم هود عليهما السلام !!!
ومع هذا أقول : غاية ما عند هؤلاء المشركين انهم اعتقدوا ان الله تعالى فوض اليهم تدبير بعض الأمور ، واعطاهم شيئا من التصرف .

أليس هذا عين ما يقوله عباد القبور اليوم ، حين ينسبون لأوليائهم نفعا وضرا ، بل حين يخوفوننا بطشهم ، وهم تحت الثرى ؟!!
فإذا قلنا عن هؤلاء : حين يخوفوننا بالولي الفلاني : انهم يعتقدون فيه نفعا وضرا هب المدافعون عنهم ، المتشدقون هنا ، فقالوا : انه تفويض من الله ، واقدار من الله ، وليس استقلالا . فثبت ان هذه الصورة موجودة تتكرر ، من اناس يؤمنون بأن الله هو الخالق والرازق والمدبر . وقد حكى القرآن عن عبدة الاصنام " ويخوفونك بالذين من دونه " . وهو من جنس الكلام السابق . مع يقينهم واعترافهم بأن كل حول وطول لآلهتهم مملوك لله (تملكه وما ملك ) .


المصدر :
الاستغاثة والرد على محمد علوي المالكي (الحلقة الرابعة)


مستفاد من نقل الاخ محمد السلفي في هذا الرابط الاستغاثة والرد على محمد علوي المالكي ..!!

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغاثة والرد على محمد علوي المالكي (الحلقة الثانية)
الحلقة الثانية : حقيقة شرك عبدة الاصنام

يزعم دعاة الوثنية المعاصرة ان المشركين الأوائل كانوا غير معترفين بالله ولا يقرون له بالربوبية ، وان القرآن الكريم سجل عليهم حكم الكفر لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم النفع والضر ، وأنها مساوية لله في الألوهية ، بل والربوبية .

وقد تقرر في الحلقة الأولى ان المشركين افردوا الله بالخلق والرزق والتدبير وغير ذلك من أمور الربوبية ، وبهذا انهار جزء كبير مهم من الدعوى التي يرددها محمد علوي المالكي وجميع من يدعو الى عبادة الاولياء والصالحين .
وهنا ينهار ما تبقى من الدعوى ، بحول الله وقوته . وذلك من خلال عرض الحقائق التالية :
1 – المشركون لم يعتقدوا النفع والضر في اصنامهم .
2 – الاصنام لا تمثل في حس المشركين الا صورا للأنبياء والصالحين او الملائكة .
3 – المشركون لم يعبدوا الاصنام الا لينالوا شفاعة اصحابها ، من العلماء والزهاد . ولتقربهم الى الله زلفى .
4 – في حال الشدة يتخلى المشركون عن وسائطهم ويفردون الله بالدعاء .
ولا تعجب اخي القاريء اذا وجدتني اتكيء كثيرا على ما كتبه الرازي والشهرستاني ، معرضا عما كتبه ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب .
والغرض ان يعلم الجميع ان هذه الحقائق يقررها " العلماء " مهما اختلفت مشاربهم ، وتنوعت مدارسهم ، وتباعدت اعصارهم . وانه ليس في كلام ابن تيمية وتلاميذه في هذه المسألة ما هو جديد او محدث ، الا عند من لا يقرأ ، واذا قرأ لم يفهم . " ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا " .

قال الفخر الرازي في تفسيره ( 26/283) عند قوله تعالى :
" الله يتوفى الأنفس … " الزمر : " ويحتمل ان يكون المراد بهذا : ان الدليل يدل على ان الواجب على العاقل ان يعبد إلها موصوفا بهذه القدرة وبهذه الحكمة ، ولا يعبد الاوثان التي هي جمادات لا شعور لها ولا ادراك .
واعلم ان الكفار أوردوا على هذا الكلام سؤالا فقالوا: نحن لا نعبد هذه الأصنام لا عتقاد انها آلهة تضر وتنفع ، وانما نعبدها لأجل انها تماثيل لأشخاص كانوا عند الله مقربين ، فنحن نعبدها لأجل ان يصير اولئك الأكابر شفعاء لنا عند الله .
فأجاب الله تعالى بأن قال : ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون )
وتقرير الجواب ان هؤلاء إما ان يطمعوا بتلك الشفاعة من هذه الاصنام ، أو من اولئك العلماء والزهاد الذين جعلت هذه الاصنام تماثيل لها . ( والاول ) باطل ؛ لان هذه الجمادات وهي الاصنام لا تملك شيئا ولا تعقل شيئا فكيف يعقل صدور الشفاعة عنها . ( والثاني ) باطل ؛ لان في يوم القيامة لا يملك احد شيئا ، ولا يقدر احد على الشفاعة الا بإذن الله ، فيكون الشفيع في الحقيقة هو الله الذي يأذن في تلك الشفاعة ، فكان الانشغال بعبادته اولى من الانشغال بعبادة غيره ، وهذا هو المراد من قوله تعالى ( قل لله الشفاعة جميعا ) " انتهى.
ثانيا :
قال الرازي في ( 17/86) في تفسير قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماءوالارض ... ) يونس
" وهذا يدل على ان المخاطبين بهذا الكلام كانوا يعرفون الله ويقرون به ، وهم الذين قالوا في عبادتهم للأصنام انها تقربهم الى الله زلفى ، وانهم شفعاؤنا عند الله
وكانوا يعلمون ان هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر فعند ذلك قال الرسول عليه السلام ( فقل افلا تتقون ) يعني : افلا تتقون ان تجعلوا هذه الاوثان شركاء لله في المعبودية ، مع اعترافكم بأن كل الخيرات في الدنيا والآخرة انما تحصل من رحمة الله واحسانه ، واعترافكم بأن هذه الأوثان لا تنفع ولا تضر ألبتة " انتهى
ثالثا :
وقال في ( 8/224 ) في تفسير قوله تعالى ( وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ) يوسف :
بعد ان اثبت اقرارهم بالله وشركهم في العبادة ونقل عن ابن عباس : "ان اهل مكة قالوا : ربنا الله وحده لا شريك له والملائكة بناته ، فلم يوحدوا بل اشركوا ، وقال عبدة الاصنام : ربنا الله وحده ، والاصنام شفعاؤنا عنده … " انتهى
رابعا:
وقال الرازي ايضا في ( 1/111) في تفسير قوله تعالى ( فلا تجعلوا لله اندادا ) البقرة :
" فإن قيل : انهم لم يقولوا ان الاصنام تنازع الله .
قلنا : لما عبدوها وسموها آلهة ، أشبهت حالهم حال من يعتقد انها آلهة قادرة على منازعته ، , فقيل لهم ذلك على سبيل التهكم ، وكما تهكم بلفظ " الند " شنع عليهم بأنهم جعلوا " أندادا " كثيرة ، لم لا يصلح ان يكون له ند قط " انتهى .
قلت : تأمل قوله اشبهت ، والمشبه غير المشبه به كما لا يخفى .
وقال ( 1/ 112 ) في تفسير الاية السابقة :
" المسألة الأولى : اعلم انه ليس في العالم أحد يثبت لله شريكا يساويه في الوجود والقدرة والعلم والحكمة ، وهذا مما لم يوجد الى الآن . لكن الثنوية يثبتون الهين أحدهما حليم يفعل الخير ، والثاني سفيه يفعل الشر . وأما اتخاذ معبود سوى الله تعالى ، ففي الذاهبين الى ذلك كثرة :
الفريق الأول :
عبدة الكواكب ، وهم الصابئة ، فإنهم يقولون : ان الله تعالى خلق هذه الكواكب ، وهذه الكواكب هي المدبرات لهذا العالم . قالوا : فيجب علينا ان نعبد الكواكب ، والكواكب تعبد الله تعالى ."
قلت : ما الفرق بين هؤلاء ، وبين من قال : الأقطاب مدبرون لهذا العالم ، فنحن ندعوهم ونستغيث بهم في الشدائد ، وننذر ونذبح ، وهم يعبدون الله ؟؟؟؟؟؟
قال الرازي :
" والفريق الثاني : النصارى الذين يعبدون المسيح عليه السلام .
والفريق الثالث : عبدة الأوثان .
واعلم انه لا دين اقدم من دين عبادة الاوثان … فعلمنا ان هذه المقالة كانت موجودة قبل نوح عليه السلام ، وهي باقية الى الآن ، بل أكثر أهل العالم مستمرون على هذه المقالة .
والدين والمذهب الذي هذا شأنه ، يستحيل ان يكون بحيث يعرف فساده بالضرورة ، لكن العلم بأن هذا الحجر المنحوت في هذه الساعة ليس هو الذي خلقني ةخلق السموات والارض علم ضروري ، فيستحيل إطباق الجمع العظيم عليه . فوجب ان يكون لعبدة الأوثان غرض آخر سوى ذلك ، والعلماء ذكروا فيه وجوها : ( وذكر الرازي ستة أوجه ، تدور حول التقرب الى الله بتماثيل على صور الملائكة او الكواكب ، او كانت محاريب لهم ومع تقدم الزمن عبدوها او كانوا من المجسمة فاعتقدوا حلول الرب فيها فعبدوها … )
قال ( ورابعها :أنه متى مات منهم رجل كبير يعتقدون فيه انه مجاب الدعوة ومقبول الشفاعة عند الله ، اتخذوا صنما على صورته يعبدونه ، على اعتقاد ان ذلك الإنسان يكون شفيعا لهم يوم القيامة عند الله تعالى ، على ما أخبر الله تعالى عنهم بهذه المقالة في قوله ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) " انتهى
خامسا:
وقال الرازي (17/ 59 ) في تفسير قوله تعالى ( ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله .. ) يونس
" واما النوع الثاني : ماحكاه الله تعالى عنهم في هذه الاية ، وهو قولهم ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) فاعلم ان من الناس من قال :
ان أولئك الكفار توهموا ان عبادة الأصنام أشد في تعظيم الله من عبادة الله سبحانه وتعالى . فقالوا : ليست لنا أهلية ان نشتغل بعبادة الله تعالى ، بل نحن نشتغل بعبادة هذه الأصنام ، وانها تكون لنا شفعاء عند الله تعالى .
ثم اختلفوا في انهم كيف قالوا في الاصنام انها شفعاؤنا عند الله ؟ وذكروا فيه اقولا كثيرة :
فأحدها : انهم اعتقدوا ان المتولي لكل اقليم من أقاليم العالم روح معين من أرواح عالم الافلاك ، فعينوا لذلك الروح صنما معينا واشتغلوا بعبادة ذلك الصنم ، ومقصودهم عبادة ذلك الروح ، ثم اعتقدوا ان ذلك الروح يكون عبدا للإله الاعظم ومشتغلا بعبوديته .
( قارن هذا بحال عباد الاقطاب والاوتاد !!! )
وثانيها : انهم كانوا يعبدون الكواكب ، وزعموا ان الكواكب هي التي لها اهلية عبودية الله تعالى …
ورابعها : انهم وضعوا هذه الاصنام والاوثان على صور انبيائهم وأكابرهم ، وزعموا انهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن اولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى . ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر ، على اعتقاد انهم اذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله " انتهى .
قلت : الله اكبر . فمن الذي شبهكم بعبدة الاصنام ؟؟!!
سادسا:
وقال الرازي في ( 26/ 277 ) في تفسير قوله تعالى ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل … ) الزمر
" وهذا مثل ضرب في غاية الحسن في تقبيح الشرك وتحسين التوحيد .
فإن قيل : هذا المثال لا ينطبق على عبادة الأصنام لأنها جمادات ، فليس بينها منازعة ولا مشاكسة .
قلنا : ان عبدة الأصنام مختلفون . منهم من يقول هذه الأصنام تماثيل الكواكب السبعة …. ومنهم من يقول :
هذه الأصنام تماثيل الأشخاص من العلماء والزهاد الذين مضوا ، فهم يعبدون هذه التماثيل لتصير أولئك الأشخاص من العلماء والزهاد شفعاء لهم عند الله ،
والقائلون بهذ ا القول تزعم كل طائفة منهم ان المحق هو ذلك الرجل الذي هو على دينه وان من سواه مبطل ، وعلى هذا التقدير ايضا ينطبق المثال . " .
سابعا:
وقال في ( 25 / 254 ) في تفسير قوله تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه ) سبأ : 23
" واعلم ان المذاهب المفضية الى الشرك اربعة :
ورابعها : قول من قال : انا نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة ليشفعوا لنا . فقال تعالى في إبطال قولهم ( ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له ) . فلا فائدة لعبادتكم غير الله ، فإن الله لا يأذن في الشفاعة لم يعبد غيره ، فبطلبكم الشفاعة تفوتون على أنفسكم الشفاعة " انتهى.
وقارنه بكلام ابن القيم في المدارج.
وسأجيب عن شبهتهم : اننا لا نعبدهم ، وانهم يملكون الشفاعة ، ويسقدرون عليها الآن ( وهم أموات ) فنحن نطلب منهم ما يقدرون عليه ويملكونه !!!!
ثامنا:
وقال الرازي في ( 20 / 102 ) في تفسير قوله تعالى ( أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب .. ) الإسراء
" اعلم ان المقصود من هذه الآية الرد على المشركين .
وقد ذكرنا ان المشركين كانوا يقولون ليس لنا أهلية ان نشتغل بعبادة الله تعالى ، فنحن نعبد بعض المقربين من عباد الله وهم الملائكة ،
ثم انهم اتخذوا لذلك الملك الذي عبدوه تمثالا وصورة واشتغلوا بعبادته على هذا التأويل …." انتهى .
وانظر كلامه في ( 25 / 171 ) السجدة . و ( 23/102 ) الشعراء
وانتظر كلام غيره من أهل العلم ( ان شاء الله )
تاسعا"
وقال الإمام الرازي أيضا في تفسير قوله تعالى " قالوا يا هود ما جئتنا ببينة " الآية ، هود : 53
" وثانيها: قولهم ( وما نحن بتاركي آلتنا عن قولك ) وهذا أيضا ركيك ؛
لأنهم كانوا يعترفون بأن النافع والضار هو الله تعالى ، وان الأصنام لا تنفع ولا تضر .
ومتى كان الأمر كذلك فقد ظهر في بديهة العقل انه لا تجوز عبادتها ، وتركهم آلهتهم لا يكون عن مجرد قوله ، بل عن حكم نظر العقل ، وبديهة النفس " انتهى.
عاشرا :
وقال الشهرستاني ( ت:548 ه ) في " الملل والنحل " ص 653
" وصنف منهم أقروا بالخالق وابتداء الخلق ونوع من الإعادة ، وانكروا الرسل وعبدوا الأصنام ، وزعموا انهم شفعاؤهم عند الله في الآخرة ، وحجوا اليها ونحروا لها الهدايا وقربوا القرابين ، وتقربوا اليها بالمناسك والمشاعر وحللوا وحرموا ، وهم الدهماء من العرب الا شرذمة منهم نذكرهم ."
وقال ص 655
" ومن كان لا يعترف بهم - الملائكة- كان يقول : الشفيع والوسيلة منا إلى الله تعالى هم الأصنام المنصوبة ، أما الأمر والشريعة من الله الينا فهو المنكر ، فيعبدون الأصنام التي هي الوسائل : ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ..."
وقال ص 696 - 702
" قال : ويطوفون بالبيت أسبوعا ويمسحون الحجر ويسعون بين الصفا والمروة ... وكانوا يلبون الا ان بعضهم كان يشرك في تلبيته في قوله : الا شريك هو لك تملكه وما ملك ، ويقفون المواقف كلها ....
وكانوا يهدون الهدايا ويرمون الجمار ... وكانوا يكفنون موتاهم ويصلون عليهم ، وكانت صلاتهم اذا مات الرجل وحمل على سريره ، يقوم وليه فيذكر محاسنه كلها ويثني عليه ثم يدفن ثم يقول : عليـــــــــــك رحمــــــة الله...
وكانوا يداومون على طهارات الفطرة التي ابتلي بها إبراهيم ، وهي الكلمات العشر فأتمهن ، خمس في الرأس وخمس في الجسد .." انتهى
الحادي عشر :
وقال ابن كثير في تفسير ( قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون ) المؤمنون :84
" ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وانه لا شريك له فيها ، ومع هذا فقد أشركوا معه في الالهية فعبدوا غيره معه ،
مع اعترافهم ان الذين عبدوهم لا يخلقون شيئا ولا يملكون شيئا ولا يستبدون بشيء ، بل اعتقدوا انهم يقربونهم اليه زلفى ( ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى )
فقال ( قل لمن الأرض ومن فيها ) ...سيقولون الله ) أي فيعترفون لك بأن ذلك لله وحده لا شريك له ، فإذا كان ذلك ( قل أفلا تذكرون ) انه لا تنبغي العبادة الا للخالق الرازق لا لغيره ……. ( قل فأنى تسحرون ) أي فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك . ) انتهى .
الثاني عشر :
وسبق كلام القرطبي في تفسير آية الزخرف " ولئن سألتهم ..." الثانية
" قوله تعالى ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) أي لأقروا بأن الله خلقهم بعد ان لم يكونوا شيئا ( فأنى يؤفكون ) أي كيف ينقلبون عن عبادته ، وينصرفون عنها ، حتى أشركوا به غيره ، رجاء شفاعتهم له " انتهى..

[ كتب هذا المقال بتاريخ 14/6/1999 ، ونشر بالساحة الإسلامية ].

كتبه الموحد

الاستغاثة والرد على محمد علوي المالكي (الحلقة الثانية)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق